Friday 20 March 2009

ثلاث مكونات رئيسية يجب تقليدها

رسم توضيحي تخيلي لكيفية استخدام المحاكاة

وجد ( باندلر وجروندر ) أن هناك ثلاثة مكونات رئيسية يجب تقليدها من أجل إعادة تحقيق أي شكل من أشكال التفوق الإنساني
وهي في واقع الأمر الأشكال الثلاثة الرئيسية للأفعال الذهنية والجسمانية التي تكون أكثر توافقا بصورة مباشرة مع جودة النتائج التي نحققها


فتخيلوها على أنها ثلاثة أبواب تؤدي إلى قاعة مادبة طعام رائعة



الباب الأول هو : نظام الإيمان عند الفرد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فما يؤمن به الإنسان وما يعتقد إمكانية أو عدم إمكانية تحقيقه يحدد بدرجة كبيرة ما يمكن وما لا يمكن له أن يقوم به

وكما تقول العبارة القديمة: ( إن فعلك للشىء من عدمه يتوقف على إيمانك بقدرتك على فعله من عدمه ) وهي عبارة صحيحة إلى حد ما

وذلك لأنك عندما لا تؤمن بقدرتك على فعل أمر ما فإنك ترسل رسائل متواصلة إلى جهازك العصبي تحد أو تقضي على قدرتك على فعل هذا الشيء بعينه

أما إن كنت ترسل إلى جهازك العصبي برسائل تفيد قدرتك على فعل أمر ما عندها سيرسل الجهاز العصبي إلى مخك إشارات ليحقق النتيجة المرجوة ويفتح الباب أمام إمكانية تحقيق هذا الشىء ومن ثم فإن استطعت أن تقلد نظام الإيمان عند الفرد فستكون تلك هي الخطوة الأولى نحو التصرف بشكل مماثل له وبالتالي نحو تحقيق نوع مشابه من النتائج

***********************
الباب الثاني : التركيب الذهني للفرد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباب الثاني الذي يجب عليك فتحه هو التركيب الذهني للفرد فهو الطريقة التي ينظم بها الناس أفكارهم

وهو عبارة عن رمز أو ( كود ) ففي رقم الهاتف سبعة أعداد وعليك أن تطلبها بالترتيب الصحيح للوصول إلى من تريد التحدث إليه


وينطبق الأمر ذاته على جزء المخ والجهاز العصبي الذي يمكن أن يكون أكثر فاعلية في مساعدتك على الوصول إلى النتيجة المرجوة

والأمر نفسه ينطبق على التواصل وفي كثير من الأحيان لا يتواصل الناس مع بعضهم وذلك لاختلاف ما يستخدمونه من رموز ولاختلاف تركيباتهم الذهنية

فعليك أن تحلل هذه الرموز كي تصل إلى تقليد أفضل صفات الآخرين

****************************************

الباب الثالث : الجانب الفسيولوجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباب الثالث يتعلق بالجانب الفسيولوجي ( وظائف الأعضاء ) فالعقل والجسد على صلة وثيقة

فالطريقة التي تستخدم بها وظائف الأعضاء - الطريقة التي تتنفس بها وتقف وتجلس وتعبيرات وجهك وطبيعة تحركاتك - كلها تحدد الحالة النفسية التي تكون عليها والتي بدورها تحدد مدى وجودة السلوك الذي تستطيع القيام به

*************************************************************

في واقع الأمر فإننا نقوم بعملية التقليد طوال الوقت
فكيف يتعلم الطفل الكلام؟

وكيف يتعلم الرياضي الصغير من رياضي أكبر؟

وكيف يتعلم رجل الأعمال الطموح من هيكلة شركته؟


فيما يلي نموذج محاكاة بسيط من دنيا الأعمال :-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الطرق التي يربح بها الناس الكثير من المال في هذا العالم ما أسميه بتقرير الأولوية

فنحن نعيش في ثقافة متناغمة بدرجة كافية لتجعل ما ينجح في مكان ينجح في الغالب في غيره من الأماكن


فلو أسس أحد الأشخاص مخبزا ناجحا يبيع الكعك بالشيكولاتة في أحد المتاجر الكبيرة بمكان ما

فهناك احتمالات لنجاح نفس الأمر في مكان آخر

ولو قام أحد الأشخاص بإدارة شركة يرتدي موظفوها الملابس الفاخرة ويقوموا بتسليم الرسائل في مدينة ما فهناك احتمال لنجاح الأمر ذاته في مدينة أخرى


كل ما يفعله الكثيرون كي ينجحوا في دنيا الأعمال هو أن يجدوا ما يروج في إحدى المدن ثم يقلدونه في مكان آخر قبل أن يحل الوقت الفاصل

وكل ماعليك أن تفعله هو أن تأخذ نظاما مثبتا بالتجربة ثم تقوم بتقليده والأفضل من ذلك أن تحسنه ويضمن من يفعلون ذلك النجاح المحقق لأنفسهم



واليابانيون هم أعظم المحاكين في العالم فما هو السر وراء المعجزة المذهلة للإقتصاد الياباني ؟ هل هو الإبتكار المذهل؟ ربما في بعض الأحيان
إلا أنك لو فحصت التاريخ الصناعي للعقدين الماضيين فلن تجد سوى القليل جدا من المنتجات الرئيسية الجديدة
فاليابانيون يأخذون - فقط - الفكرة والمنتج من امريكا بدءا من السيارات وحتى أشباه الموصلات ومن خلال المحاكاة الرائعة احتفظوا بأفضل المكونات ثم حسنوا ماعدا ذلك



أما ((عدنان محمد خاشوقجي)) هو في نظر العديد من الناس أغنى رجل في العالم فكيف وصل إلى هذه المكانة ؟

الأمر بسيط ، لقد قلد ((ركفلر )) و ((مورجانز )) وغيرهما من كبار رجال دنيا المال فقد قرأ كل شىء عنهم قدر ما استطاع ودرس ماكانوا يؤمنون به وقلد استراتيجيتهم



ولماذا تمكن ((دبليو ميتشل )) ليس فقط من البقاء بل والإزدهار وبعد تجربة مروعة كالتي تعرض لها كما ذكرت لكم في موضوعي السابق؟


لقد كان لديه نموذجا للقدرة وكان هذا النموذج الإيجابي أقوى من التجارب السلبية التي تعرض لها


إن الفرق بين الناجحين والفاشلين لا يكمن فيما يمتلكون بل في طريقة اختيارهم لما يرونه واستغلالهم لإمكاناتهم ومصادرهم وتجاربهم في الحياة


والمحاكاة هي بلا شك أمر جديد


لقد قلد كل مبتكر عظيم إكتشافات الآخرين من أجل أن يخترع شيئا جديدا كما أن كل طفل قلد العالم الخارجي حوله


غير أن المشكلة تكمن في أن معظمنا يقلد مستوى يتسم تماما بالمصادفة وعدم التركيز

فنحن ننتقي شيئا من هذا الشخص أو ذاك وتفتقد شيئا أكثر أهمية من الشخص ذاته

ونحن نقلد شيئا جيدا من هنا وآخر سيئا من هناك ثم نحاول تقليد شخص نحترمه

غير اننا لا نعرف كيف نفعل ما يقوم به

إن اجتماع الأعداد والفرصة يولدان مانسميه بالحظ
أنتوني روبنز


فإن من حولك موارد واستراتيجيات أسطورية

أتحداك أن تبدأ في التفكير بأسلوب المحاكاة وأن تكون على وعي دائم بأنماط ونماذج الأفعال التي تحقق النتائج الباهرة


لو استطاع شخص ما أن يحقق نتيجة باهرة فإن السؤال الذي ينبغي أن يتبادر إلى ذهنك هو : كيف حقق هذه النتيجة؟

ولذلك يجب أن تواصل سعيك وراء التفوق ووراء السحر في كل شىء وأن تتعلم كيفية تحقيقه كي تحقق نفس النتائج متى شئت.

********************************************************

موضوعي القادم هو : الفصل الثالث ....القوة النفسية


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يــتــبــــع مـــــا قــبــلـــــه ومـــا بــعــــده بــــإذن الــلــه